ضاقت مساحة الأرض أمام جائحة كورونا (كوفيد19)، التي تشهد انتشاراً مستمراً، لم يعترف بحدود سياسية أو قوى عالمية، تاريخ وسيناريو صراع يتكرر مع أوبئة مختلفة منذ قديم الزمن، ابتداءً من الطاعون وأنواعه، الكوليرا، الإنفلونزا وأنواعها، الإيدز، إيبولا، وانتهاءً إلى يومنا هذا كورونا (كوفيد19)، أصبح الأمن الصحي الموضوع الأبرز في العالم، نتيجة التفشي السريع لجائحة كوفيد19 في المجتمعات، وما أفرزته من انعاكاسات سياسية واقتصادية على المشهد العالمي، إن الأمن الصحي اكتسب مفهوماً جديداً، باعتبار هذا الملف أحد مكونات الأمن الوطني، ولكن، إلى أي مدى ستتعاون دول العالم في زمن الأزمات العالمية، للحد من سرعة الانتشار الجغرافي لجائحة كوفيد19؟
بعض الدول الموبوءة وغيرها، ستعمد إلى مراجعة ملف أمنها الصحي نتيجة العلاقة الوثيقة بين مكافحة الأوبئة وسياستها الخارجية، حيث أثبتت بعض الدول عدم قدرتها في الاكتفاء بقدراتها الذاتية وصححت من مواقفها السياسية سريعاً، التغير المفاجئ للأدوار والمصالح الجيوسياسية، نتيجة التهديدات الوبائية الشديدة، سيحتم على الدول المتنافسة أن تعزز تعاونها الدولي بشكل مؤقت حتى تضع الحرب أوزارها، وسيعود التنافس العالمي والإقليمي أشرس من ذي قبل، حيث نجد بعض الدول نقلت تنافسها الجغرافي على النفوذ إلى تنافسها في ابتكار لقاح علاجي، يهدف إلى إنقاذ البشرية، ولو كان ذلك ذا مقصد اقتصادي، إلا أنه أمر إيجابي في نهاية المطاف.
ظهور لاعبين جدد، وتعدد القطبية على الساحة الدولية، ساهما بشكل مباشر في تعميق نظرية المؤامرة لدى بعض الدول، لقد ذهبت الصين وأميركا في اتهام بعضهما البعض بشن حرب بيولوجية، تلحق الضرر بالآخر دون إبراز دليل علمي، ورفضت إيران المساعدات الأميركية، التي وصفها علي خامنئي بالأمر الغريب، إضافة إلى الإدعاء بأن هناك شكوكاً، مفادها أن أميركا هي التي أوجدت هذا الفيروس، كل هذه التفاعلات تؤكد وجود ثغرة حقيقية في النظام الدولي، تطال مبادئ التعاون في زمن الأزمات العالمية، مما ساهم في تفاقم تداعيات الأزمة، نتيجة عدم توفر آليات لتنسيق الاستجابة بين الدول، على صعيد آخر، فإن ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين، خطوة حكيمة ساهمت في رأب الصدع بين أميركا والصين، وحثت القمة على دعم منظمة الصحة العالمية، والعمل معاً انطلاقاً من المسؤولية الجماعية لمواجهة الجائحة في أقصر وقت ممكن، وبأقل خسائر بشرية واقتصادية.
دولة الإمارات تعتبر أفضل نموذج عالمي في تكيفها السريع مع التحديات العالمية، واستراتيجيتها الإنسانية منذ التأسيس، وتعاونها مع مختلف أطياف الشعوب، بغض النظر عن المسافات البعيدة أو المعطيات الجغرافية، قد جعلت من الصين ودول العالم الأقرب لها إنسانياً، ولقد شكر مدير عام منظمة الصحة العالمية، دولة الإمارات وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الدعم المتواصل للجهود العالمية لمكافحة جائحة كوفيد 19، كما لبت الإمارات نداء الإنسانية، وتضامنت مع إيران وشعبها، على الرغم من الخلاف السياسي والجغرافي، مما أكد للعالم القيم الحضارية والأخلاقية، التي تتميز بها السياسة الخارجية الإماراتية مع دول الجوار والعالم.
بالإضافة إلى ذلك، لقد أكد الشيخ محمد بن زايد للرئيس السوري بشار الأسد، على دعم دولة الإمارات للشعب السوري الشقيق في أوقات المحن، كما استقبلت «مدينة الإمارات الإنسانية» في أبوظبي، عدداً من المصابين الذين ينتمون إلى دول شقيقة وصديقة، ووفرت الإمارات لهم أفضل وسائل الرعاية الصحية، ومن المتوقع أن تتجه الإمارات نحو تأسيس مراكز بحثية طبية، تقوم على ابتكار لقاحات علاجية للأمراض المعدية، وذلك جزء من دورها الريادي في تقديم يد المساعدة لكل دول العالم دون مقابل، إنها دروس في مبادئ التعاون الدولي.. فهل من معتبر!
*باحث إماراتي في القضايا الجيوسياسية
بعض الدول الموبوءة وغيرها، ستعمد إلى مراجعة ملف أمنها الصحي نتيجة العلاقة الوثيقة بين مكافحة الأوبئة وسياستها الخارجية، حيث أثبتت بعض الدول عدم قدرتها في الاكتفاء بقدراتها الذاتية وصححت من مواقفها السياسية سريعاً، التغير المفاجئ للأدوار والمصالح الجيوسياسية، نتيجة التهديدات الوبائية الشديدة، سيحتم على الدول المتنافسة أن تعزز تعاونها الدولي بشكل مؤقت حتى تضع الحرب أوزارها، وسيعود التنافس العالمي والإقليمي أشرس من ذي قبل، حيث نجد بعض الدول نقلت تنافسها الجغرافي على النفوذ إلى تنافسها في ابتكار لقاح علاجي، يهدف إلى إنقاذ البشرية، ولو كان ذلك ذا مقصد اقتصادي، إلا أنه أمر إيجابي في نهاية المطاف.
ظهور لاعبين جدد، وتعدد القطبية على الساحة الدولية، ساهما بشكل مباشر في تعميق نظرية المؤامرة لدى بعض الدول، لقد ذهبت الصين وأميركا في اتهام بعضهما البعض بشن حرب بيولوجية، تلحق الضرر بالآخر دون إبراز دليل علمي، ورفضت إيران المساعدات الأميركية، التي وصفها علي خامنئي بالأمر الغريب، إضافة إلى الإدعاء بأن هناك شكوكاً، مفادها أن أميركا هي التي أوجدت هذا الفيروس، كل هذه التفاعلات تؤكد وجود ثغرة حقيقية في النظام الدولي، تطال مبادئ التعاون في زمن الأزمات العالمية، مما ساهم في تفاقم تداعيات الأزمة، نتيجة عدم توفر آليات لتنسيق الاستجابة بين الدول، على صعيد آخر، فإن ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين، خطوة حكيمة ساهمت في رأب الصدع بين أميركا والصين، وحثت القمة على دعم منظمة الصحة العالمية، والعمل معاً انطلاقاً من المسؤولية الجماعية لمواجهة الجائحة في أقصر وقت ممكن، وبأقل خسائر بشرية واقتصادية.
دولة الإمارات تعتبر أفضل نموذج عالمي في تكيفها السريع مع التحديات العالمية، واستراتيجيتها الإنسانية منذ التأسيس، وتعاونها مع مختلف أطياف الشعوب، بغض النظر عن المسافات البعيدة أو المعطيات الجغرافية، قد جعلت من الصين ودول العالم الأقرب لها إنسانياً، ولقد شكر مدير عام منظمة الصحة العالمية، دولة الإمارات وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الدعم المتواصل للجهود العالمية لمكافحة جائحة كوفيد 19، كما لبت الإمارات نداء الإنسانية، وتضامنت مع إيران وشعبها، على الرغم من الخلاف السياسي والجغرافي، مما أكد للعالم القيم الحضارية والأخلاقية، التي تتميز بها السياسة الخارجية الإماراتية مع دول الجوار والعالم.
بالإضافة إلى ذلك، لقد أكد الشيخ محمد بن زايد للرئيس السوري بشار الأسد، على دعم دولة الإمارات للشعب السوري الشقيق في أوقات المحن، كما استقبلت «مدينة الإمارات الإنسانية» في أبوظبي، عدداً من المصابين الذين ينتمون إلى دول شقيقة وصديقة، ووفرت الإمارات لهم أفضل وسائل الرعاية الصحية، ومن المتوقع أن تتجه الإمارات نحو تأسيس مراكز بحثية طبية، تقوم على ابتكار لقاحات علاجية للأمراض المعدية، وذلك جزء من دورها الريادي في تقديم يد المساعدة لكل دول العالم دون مقابل، إنها دروس في مبادئ التعاون الدولي.. فهل من معتبر!
*باحث إماراتي في القضايا الجيوسياسية